نهاية التسويف-  كيف تتوقف عن التسويف وتعيش حياة حافلة بالإنجاز

قررت أنا وعدد قليل من الأصدقاء أن نستكشف أسباب تأجيلنا للأمور التي يجب علينا القيام بها، ولماذا كنا غير حاسمين وغير فعالين. وسرعان ما اكتشفنا أنه تم إجراء عدد كبير من الدراسات العلمية حول هذه الموضوعات ذاتها في السنوات الأخيرة. وبناءً على هذه الدراسات، قمنا بجمع مجموعة أدوات عملية يمكن استخدامها لمكافحة التسويف. وبمجرد أن أدركنا أن هذه الأساليب قد أثبتت فاعليتها، وساعدتنا كثيرًا، قررنا أنه سيكون من المفيد مشاركتها مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص. بدأنا بتقديم دورات تدريبية للجمهور، وكذلك محاضرات لطلاب الجامعة، ووجدنا أن مساعدة الآخرين على تحقيق أقصى استفادة من وقتهم وإمكاناتهم أضفت معنى على حياتنا. وقد ألهمني عملي في مجال الاستشارات أن أبتكر أدوات أفضل لمكافحة التسويف. فعلى مدار سنوات، قمت بزيارة عدد كبير من الشركات حول العالم؛ وأتيحت لي الفرصة للتشاور مع المديرين التنفيذيين حول كيفية تحفيز العمال، وزيادة فاعلية الموظفين وسعادتهم في العمل, وخلال العقد الماضي، حضر عشرات الآلاف من الأشخاص دوراتنا التدريبية. وبناءً على تجارب العملاء وتغذيتهم الراجعة، بدأنا تحسين أدواتنا لتكون في شكلها الحالي. وفي وقت ما، اتصل بي شخص أصبح هو ناشر أعمالي فيما بعد، وسألني حينها عما إذا كنت أرغب في تأليف كتاب، وكانت أول فكرة خطرت ببالي هي: "يا له من تحدٍّ عظيم". بدت أيضًا كأنها طريقة استثنائية لإجراء مزيد من الاختبارات على الأساليب التي أُدرسها. لكن هل سأقوم بالتسويف أم لا عندما يتعلق الأمر فعليًّا بتأليف كتاب عن التسويف؟ وبصفتي شخصًا منفتحًا معتادًا العمل مع الآخرين - أقوم بالتدريس وتقديم المشورة - أصبح هذا الكتاب أحد أكبر التحديات في حياتي. ومن أجل عدم تأجيل كتابة هذا الكتاب - على الرغم من أن التأليف نشاط انطوائي عادةً، وبالتالي ليس شيئًا اعتدت فعله - كان عليَّ استخدام كل أسلحتي المضادة للتسويف بكامل قوتها. وبما أنك تُمسك بهذا الكتاب بين يديك الآن، فهذا يعني أنني نجحت. أتمنى أن تستمتع بقراءته، كما أتمنى لك كل التوفيق في معركتك ضد التسويف. سوف تنجح تدريجيًّا، أنا متأكد من ذلك. بيتر لودفيج