لا تزال غاية النشاط البشري في الأرض إيصالَ الكوكب إلى شفير هلاكه، ولا توجد آلية أكثر فاعلية يمكن اختراعها للقيام بذلك مثل اقتصاد السوق. بيد أن أغلب الناس في الغرب يعلّقون آمالهم وأمنياتهم على آلية السوق، كما لو أنها حمّالة الآمال المستقبلية. يُخفي هذا الوعدُ، بتوفير إمدادات ما فتئت تتزايد من السلع الاستهلاكية، واقعاً مريراً: فانتشار قيم السوق يؤدي إلى التفسخ الاجتماعي في الغرب، وإلى القضاء على الثقافات المحلية في العالم الثالث، والتي أضحت الأمثلة الحية الوحيدة التي تبيّن كيف يمكن للناس العيش مع بيئتهم بانسجام. يجادل جيريمي سيبروك بأنه إذا كان المراد تحويل المواقف التي تتحدث عن مجتمع مستدام إلى سياسات عملية، يتعيّن على حركة «الخضر» في الغرب أن تنهض وتقاوم دكتاتورية السوق المتعاظمة، بشغف وطاقة تضاهيان شغف نظام السوق نفسه وطاقته.
