المهابهاراتا - ملحمة الهند الكبري

شحن مجاني
بقلم(الكاتب)عبد الاله الملاح نسعى للشحن خلال 3 الى 5 ايام عمل
USD‎ 16.36
متوفر بالمخزون
شحن مجاني حول العالم
100% ضمان استرجاع النقود
نسخ أصلية
المهابهاراتا، أو فجيا أي أنشودة النصر، هي ملحمة الهند، ما انقطع الناس عن تردادها عبر القرون، فيأخذها الصغير عن الكبير ويرويها الداني للقاصي، وما زال هذا العهد بهم منذ ثلاثين قرناً، أو تزيد حتى غدت تصور روحهم، وفكرهم، وترسم لهم عالم القيم والمثل. وإذن، فالمهابهارتا باتت عند القوم كنزاً يأخذون منه أساطيرهم، وتاريخهم، وفلسفاتهم، وحكاياتهم، مما حمل الهندوس منهم على اعتبارها السفر الخامس من أسفار الحكمة، أو الفيدا، أو إحدى الأوبنيشادات، تلك التعاليم الجوانية العميقة التي تعتبر مصدراً غنياً من مصادر التصوف. والحق أن المسلمين منهم أيضاً احتفلوا بهذه الملحمة منذ عهد بعيد، في أيام الإمبراطور أكبر، فقاموا بترجمتها إلى ألأودية وما زال هذا حالهم إلى اليوم، فلا تعجب إن رأيت علماءهم المتضلعين بالسنسكريتية يقبلون على ترجمتها ويصدرونها في طبعات متصلة لا تنقطع. وربما رأيتهم يخصونها بالدراسات مثلما يعنى بها العلماء الآخرون. بل ولربما اسقطوا عليها شيئاً من تاريخهم القديم. وذلك شاهد على انتماء هذه الملحمة إلى الأدب العظيم الذي يجد فيه القارئ ما يحمله على التفاعل مع أحداثها، وتذوقها في كل زمان، وليس أدل على أثرها في حياة الهند العقلية من نسبتها إلى شخصية فياسا الأسطورية الذي تنسب إليه جميع أسفار الفيدا أو الحكمة. بيد أن أثر المهابهاراتا في الفلسفة والعقائد أعظم وأبعد من ذلك بكثير. ولعل الباحثين الاختصاصيين يلتفتون إلى هذا الجانب من الملحمة في يوم غير بعيد، فيسدون ثغرة هامة في تاريخ الأفكار والعقائد. ولا ريب اليوم أن خبر هذه الملحمة شاع في القديم فبلغ الإغريق والرومان، في عهد الإسكندر المقدوني حين اتصل الفلاسفة الذين حملهم معه في غزوته للهند بثقافتها ثم عادوا إلى بلادهم، أو بعضهم على الأقل، حاملين شيئاً منها. والحق أن المهابهارتا تنتمي إلى الفكر الفلسفي والأخلاقي بالمعنى الرفيه، فبقدر ما هي حافظة لعقائد القوم وفلسفاته، هي شارح عظيم أيضاً لتلك التساؤلات التي ما انقطعت تدهم الإنسان في لحظات الأزمة كلما عرضت له. ثم تصوغ ذلك كله بلغة شعرية عميقة تبرز من أعماق النفس في حالتها الأولى وهي تمضي إلى موضوعاتها مباشرة دون وسيط أو تكلف أو تصنع: الكون، الإنسان، المجتمع، الحياة، الموت. وتقدم المهابهارتا نفسها في هذا كله كما يصفها لنا الفيلسوف المعاصر شري أوريبندو، في بناء أشبه بعمارة المعبد المهندوسي بكتلته واحتفاله بالتفاصيل المتصلة ببعضها. تكلم عي المهابهارتا قصد بها أصحابها أن تروي قصة الهند فإذا به تتسع وتصبح المهابهارتا: بهرات العظمى: أم هل نقول الكون؟ تصور المهابهارتا عالمأً كاملاً بكل تفاصيله، منظوراً بعين الفلسفة في لحظة اتصال العقل في بدايته وبراءته بالكون، مأهولاً بشخصيات ذات سمات محددة وألوان خاصة، وعالم مثل المهابهارتا، واسع شاسع تكاد تضيع تخومه، لا يتحدد بالزمان الفيزيائي كما نعرفه. بل لا بد له من مقياس زمني يناسب أغراضه. فهو إذن زمن ملحمي، أسطوري، مديد مثل جغرافيا بهاراتا، فلا يقاس بالوحدات الزمنية المعهودة من الساعة واليوم والشعر والسنة، وإنما يقاس بالأحقاب. ومفهومه بيولوجي بدائي: عهد البروز. ثم ينتهي إلى عهد الإنحطاط. ولقد تبدو الملحمة، على ما تصوره ملحمة موت ودمار، ولعلها تظهر متجهمة تنبئ بنهاية العالم، ولكن هذه الصورة وهذه النبوءة لا تخلوان مع ذلك من فكاهة وسخرية. أما سر المهابهارتا فهو في قولها بثبات عنصر ما في الإنسان، مهما يكن اصطلاحه فسمه، أتمن الروح، أو النفس أو ما شئت فهذا خالد لا يفنى، وإنما يستمر ويتتالى حتى يحقق الغرض الذي يحتويه في جوهره؟ وأما راحة الإنسان فإنما تكون كما تخبرنا الملحمة، بإخلاصه لواجبه لا يحيد عنه حسب معايير معينة، أو قل حسب وضعه بالنسبة للعالم، فالإنسان هنا ليس كرة قذف بها في فراغ، بل إنه محكوم بشروط. فالملحمة تذهب إلى استبعاد القدر العشوائي، المجهول، أو النزوة. فمصير الإنسان يتحدد بعمله، وهو حقه الوحيد كما قال كريشنا لصاحبه أرجونا في سفر البهغفات غيتا. فإذا قام بالعمل، وكان مخلصاً له بلا أمل بثواب أو خوف من عقاب، تحققت له حريته بإرادته ووعيه. إذن هذه هي ملحمة المهابهاراتا الهندية، أرجو للقارئ أن يجد فيها من متعة التذوق والفكر ما وجدت.عمل شامخ موسوعة للاعراف والتقاليد والاساطير مخزن غني، فيه انواع الكنوز الثمينة، المليئة بالحياة المتنوعة الخصبة المتدفقة بغزارة وزخم. جواهر لال نهرو أعظم عمل أنتجته آسيا. د. راداكريشنا انها قصيدة زاخرة بالوانها المتباينة، ومتناقضاتها الميتافيزيقية التي تصور الحياة وتعقيداتها هذه القصيدة درس؟ ويل ديورانت أجمل قصيدة فلسفية في اي لغة من لغات العالم. وربما كانت الانشودة الوحيدة الصادقة في معناها. ولهلم فون همبولت قصيدة تفوق الألياذة عظمة. سير تشارلز إيليوت قد تكون هذه الرواية من نسج الخيال وكم من خيال يخفي في طياته كثيرا من الحقائق؟ البروفسور همايون كبير تصدم القارئ بوحدتها التي تجمع بين المتناقضات وبجهدها الدؤوب لاقناعه بفكرة واحدة ذات تقاليد بطولية خاصة. مارغريت بل (اتاخت نيفاديتا)
ردمك
9789933484859
الناشر
ورد للنشر
بلد النشر
سوريا
اللغة
العربية
النوع
غلاف ورقي
عدد الصفحات
380
الجمهور
عام
نسعى للشحن خلال
3 الى 5 ايام عمل

لم يتم العثور على أي تقييمات

عناوين ذات صلة