حروب المعنى

شحن مجاني
بقلم(الكاتب)مجموعة مؤلفين نسعى للشحن خلال 3 الى 5 ايام عمل
USD‎ 21.93
متوفر بالمخزون
شحن مجاني حول العالم
100% ضمان استرجاع النقود
نسخ أصلية

بعد التحرّر من الاستعمار، وجدت الشعوب نفسها تمتلك لغات كولونيالية لا تخلو العلاقة معها من بعض المفارقة: هي أجنبيّة بقدر ما أنّها وسيلة التعبير الرّسمية التي فرضها العصر على غير الغربيين. ولذلك لم تجد تلك الشعوب من استعارة مناسبة لتحمّل هذا الوزر الميتافيزيقي غير المقصود سوى أن تعتبر تلك اللغات «غنائم حرب» يمكن استعمالها ضد المستعمر. لكنّ ما كان مجرّد غنيمة قد تحوّل بعد الاستقلال إلى قدر لغوي يلقي بكلكله على عقول الأجيال. كيف نواجه هذا القدر المزعج؟ هل مازال يمكن أن نقول أنفسنا أو شكل حياتنا من دون ترجمة؟ – يبدو أنّ اللّغات الغربية قد حوّلت جميع اللغات غير الغربية إلى «لغات مترجمة». لا نعني الترجمة بالمعنى المعتاد من لغة أصليّة إلى لغة أجنبيّة؛ بل الترجمة بوصفها وضعية ميتافيزيقية للغة ما: أن تفقد لغة ما «عالم الحياة» الذي نشأت كي تقوله، وأن تجد نفسها ملقى بها في عالم عليها فقط أن تترجمه. ولأنّها تترجمه لأوّل مرة فهي تتعامل معه وكأنّه عالم «أصلي» غريب عن عالمها الأصلي الخاص. إنّ الأصلي قد غيّر من مفهومه. وإذا باللغة المتداولة تتفوّق على لغتنا الكلاسيكية وتحوّلها إلى عبء هووي. لكنّ ذلك ليس ترفًا أسلوبيًّا، بل هو أقرب ما يكون إلى «حرب في المعنى». من يترجم ليس حارسًا يؤمّن العبور بين لغة-مصدر ولغة-هدف؛ بل هو «محارب معنى» يحرّر أكثر ما يمكن من لغته المتاحة اليوم من أجل قول عالم كل تعبير عنه هو ترجمة. ولذلك هو يحرّر المعنى من رطانة «الأجنبي» بقدر ما يحرّره من غطرسة «الأصلي». وذلك من أجل قارئ لم يعد يجده حيث كان يتوقع: لم يعد المتكلّم الأصلي لعالمه بل صار المترجم رغم أنفه.

ردمك
9786039177715
الناشر
صفحة سبعة للنشر والتوزيع
تاريخ النشر
2022
بلد النشر
السعودية
اللغة
العربية
النوع
Paperback
عدد الصفحات
350
الجمهور
عام
نسعى للشحن خلال
3 الى 5 ايام عمل

لم يتم العثور على أي تقييمات

عناوين ذات صلة