في معظم التخصصات العلمية، يسود فهم بأن الفرضية المثبتة يمكن قبولها بصفتها "حقيقة" علمية، ولكن إلى أن تستطيع نظرية جديدة دحضها وتقديم نموذج جديد. وبهذه الطريقة يتطور العلم ويتسع نطاقه، إذ تحل الأفكار الجديدة محل القديمة. لكن الاستثناء هنا هو علم الرياضيات، حيث إنه بمجرد إثبات صحة المبرهنة (تقديم برهانها)، فإنها تظل صحيحة بشكل دائم، ولا يمكن دحضها. في الواقع، على الرغم من انتماء الرياضيات إلى العلوم بالمعنى الأوسع؛ لاحتوائها على المعرفة المنهجية والمعادلاتية، فإنها تختلف اختلافًا كبيرًا عن العلوم الطبيعية، التي تبحث في الكون المادي. وفي حين تجمع العلوم الطبيعية أدلة تجريبية لابتكار وصقل أوصاف أو نماذج خاصة بجوانب من الكون المادي، تجمع الرياضيات البراهين للحقائق الأساسية. إلا أن الرياضيات توفر اللغة التي تطمح العلوم الطبيعية لوصف الكون وتحليله بها، ما يجعلها في هذا الصدد مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ببقية العلوم. غالبًا ما يقترن العلم بالتكنولوجيا كذلك؛ نظرًا لأن العديد من الاكتشافات والتطورات العلمية تقود إلى تغييرات تكنولوجية. ومن أمثلة ذلك: اختراع المصباح الكهربي الذي يُنسب إلى توماس إديسون، والذي اعتمد على قرون من الاستكشاف العلمي للكهرباء, واستكشاف الفضاء الذي منحنا التقويمات وعرَّفنا تكنولوجيا صناعة واستخدام المواد الخزفية المستخدمة في المركبات الفضائية، إضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى. وقد أثر العلم في الحياة اليومية بكل الطرق، بدءًا من التكنولوجيا الطبية، وصولًا إلى الحواسيب والهواتف الذكية التي لا يمكننا العيش من دونها. وبالطبع، لم يكن ليصبح للعلم وجود دون الأشخاص المتحمسين لاكتشاف الطريقة التي يعمل العالم بها. يعرفك هذا الكتاب على بعض عظماء العلماء في التاريخ ممن شكلوا فهمنا للكون.
