في مرحلة مراهقتي، عانيت قليلًا من الاكتئاب والقلق. على الرغم من أنني ذهبت إلى مدارس مرموقة، وكان لدي أصدقاء، وحصلت على درجات جيدة، ومارست ألعابًا رياضية، وعشت في منزل دافئ لُبيّت فيه جميع احتياجاتي الأساسية، فإنني وجدت نفسي غارقًا باستمرار في الأفكار والمشاعر السلبية. كانت هناك أوقات لم أكن أتخيل فيها مستقبلًا مرضيًا لنفسي، على الرغم من حقيقة أن الآخرين ظنوا أنني "أملك كل شيء". لحسن الحظ، تلقيت قدرًا هائلًا من المساعدة من المتخصصين والأصدقاء وأفراد الأسرة مما مكنّي من التعافي والنمو في اتجاهات إيجابية. كانت هذه الأيام التي سبقت ظهور علم النفس الإيجابي كمنظور بديل للتغيير. بالنظر إلى الماضي، أشعر بأنني كنت سأستفيد كثيرًا من مورد يستخدم طرقًا عملية لتحسين الحالة المزاجية. أتيحت لي الفرصة وأنا طالب في جامعة بنسلفانيا للتعلم من مارتن سيليجمان، المعروف على نطاق واسع بأنه طور علم النفس الإيجابي وهو صوت رائد في هذا المجال. استمر اهتمامي بهذا الموضوع في الزيادة. بمجرد أن أصبحت أخصائيًا نفسيًا، أتيحت لي الفرصة لتطوير برنامج مُجمّع يضم العديد من مناهج علم النفس الإيجابي المختلفة للسعادة. بدت النسخة الموجهة ذاتيًا من هذا البرنامج خطوة تالية مهمة. أردت تأليف كتاب يمكن أن يساعد الناس خلال الفترات العصيبة وكذلك يحسن حياتهم حتى عندما لا تكون هناك مشكلة محددة. إذا كنت تبحث عن مزيد من الدعم للاستمتاع بشعور طيب أو التعرف على شخص يود ذلك، أتمنى أن يمثل لك هذا الكتاب نورًا تهتدي به. لم أتوقف عن تطبيق مهارات هل أنت سعيد في حياتي الخاصة، في السراء والضراء. أدعو الله أن تقدم لك هذه المهارات منفعة بينما تستهل رحلتك صوب أفضل نسخة من نفسك.
