هي رواية اجتماعيّة عنوانها مستوحى من قصيدة ابن الفارض، تدور أحداثها في تونس بين سنة 2014 و2015 ، تتناول الواقع السياسي للبلاد بعد ثلاثة سنوات من الثورة أيام الاستقطاب الثنائي بين الأحزاب والتبعات الاجتماعية للتغيرات السياسية التي عرفتها البلاد. شخصيّة الجنرال المتقاعد السيد الشاذلي الشريف تكون عماد الرواية ببعدها الرمزي والتاريخي الذي عبر تاريخ تونس الحديث وعرف جميع فترات الحكم ما بعد الاستقلال يواجه القطيعة داخل عائلته والماضي الذي يعود ليعيد فتح ما بقي عالقا. تتقاطع أقدار الشّخصيّات ضمن سياق أيديولوجي وطبقي وتتضارب المصالح لتنتج صراعا عنيفا في الحيّ الشعبيّ الذي يعيش مخاض ما بعد الثورة وبداية تبخر الأمنيات وتغلغل الإسلام السياسي في مفاصل الدولة والاعتداءات الارهابيّة التي عرفتها البلاد والتعصّب الديني الذي طبع المرحلة مستعينا بتداعي المدرسة العمومية وأزمة التعليم والانقطاع المبكر عن الدراسة ومواجهة الجهل والأمية والانحراف. أخفي الهوى رواية عن المسكوت عنه في علاقة بالمشاعر الإنسانية والتوجهات الجنسية، في خضمّ المخاض الذي كانت تعيشه البلاد، كان الأبطال يواجهون مصيرهم وهواهم بصمت، هي رواية عن صعوبة البوح واستحالته أحيانا، تحمل في طيّاتها بذرات العلاقات القاتلة والحبّ الذي يواجه اللامبالاة أو الصمت. تركيبة الرواية مزدوجة بها طريقان يتسايران هما المركز والهامش، لا شيء يجمعهما مبدئيا، يلتقيان صدفة في نقطة مفصليّة يتكوّن بها العنصر التراجيدي للسرد وهو ما يجعل السّرد متنوّعا بين جسم الرواية والفرع الذي ينبت آخر كل فصل ليروي شخصية سبارتاكوس، شخصيّة بحثت عن انسانيتها دون جدوى.
