أكثر ما أعجبني في هذا الكتاب الفصل المخصص عن صقل قانون الجذب والتفنيد الممتاز لكتاب وفيلم السرّ، ففيه قراءة متأنية لا يمكن أن نعتبرها هجوماً، بل تبيان لمدى التغرير بنا كقراء كي ننساق حين تنسد الأفق أمامنا لنتعلق بأوهام نعتقد أننا ننجو بها أو من خلالها. ولكن بعد هذه القراءة ستعيد طرح الأسئلة بطريقة مختلفة، لأنّ الكثير من الخفايا قد تبينت لك.لا يمكن أن يمرّ تمرين في هذا الكتاب إلا أن يحاول القارئ تطبيقه، ليس لأنّه بهذه البساطة وإن كان كذلك بل لإرضاء الفضول، وإثبات أنّ شكك في مكانه، وينتقل بعدها إلى الأخذ به كاملًا لأنّه يجدي نفعًا فعلاً. تجلّي الواقع! تجلّي! يا لها من كلمة كبيرة! وهكذا سيصفها البعض في بداية القراءة، ولكن عند التعمق أكثر في القراءة، تجد نفسك مضطرًا لإعادة قراءة بعض المقاطع مرة أخرى، لأنّ فيها ما هو واضح وحقيقي وبسيط وليس ساذج. التجلّي يكون بتحقيق رغباتك أو أمنياتك أو أحلامك أو نواياك، تكثر التسميات والمسمى واحد، وإن سمعت مقولة "التجلّي بالتخلّي" فهذا الكتاب سيوضح لك ذلك، عن طريق التحرر من التعلق، لأنّ في التعلق أسر وقيد. وإن تركت كلمة الخلق للنهاية، فهذا لأنّ القارئ سيحكم بعد القراءة المستفيضة على هذه الكلمة ولن يجد فيها من التعدي بشيء، بل من احترام كلّ ما يؤمن به أيّ منا ستجد الكثير. وبمناسبة الحديث عما نؤمن به، ونتوجه إليه في صلواتنا سأقتبس جملاً أثرت بيّ كمترجمة وكقارئة وإنسانة: "لا تتلو صلاتك وكأنّك تتسول، بل اتلوها كامتنان وشكر. لا تتلو صلاتك ونزعة الخوف طاغية عليك، بل لتكن تلاوتها وأنت آمن حاسم القرار”.
