يتناول تجربة «مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي»، استناداً إلى العروض والندوات والبيانات الصحفية والكتب التي قدمت في الدورات الأربع السابقة للمهرجان. ويمضي المؤلف إلى قراءة ومناقشة الخلفية الثقافية والفكرية والجمالية للمهرجان؛ بوصفه أول تظاهرة مسرحية من هذا النوع على الصعيد العربي والعالمي؛ فهو يتميز كنشاط مسرحي بكونه اتخذ الصحراء مجالاً وموضوعاً لعروضه، مرتكزاً على قصص وأشعار وتقاليد وجماليات البادية العربية. جاء الكتاب في أربعة فصول مع مقدمة وتمهيد، إضافة إلى خاتمة وببلوغرافيا وفهرست. يتطرق المؤلف في الفصل الأول إلى مفهوم مصطلح «المسرح الصحراوي» الذي يشير إلى جدته، وهو يعاين في النص التمهيدي لكتابه صلة هذا المصطلح بمفاهيم؛ مثل: «مسرح الموقع» و«مسرح الشارع»؛ وسواهما من أساليب المسرح التي عرفت في العقود الأخيرة، خاصة في أوروبا. وفي الفصل الأول من الكتاب الذي جاء تحت عنوان: «في التأسيس الثقافي والمعرفي للمسرح الصحراوي»، يؤكد المؤلف أن المهرجان يمثل «سردية جديدة في سياق المسرح العالمي»، وهو يبلور «نوعاً من المقاومة الثقافية التي تعيد الاعتبار للمنجز الثقافي المحلي/العربي»، كما أنه يعكس، كتظاهرة فنية وثقافية، توجهاً فكرياً مرناً يجسّد معنى الانفتاح على الآخر؛ لكن مع الاحتفاء بالخصوصية الثقافية المحلية. وخصص المؤلف الفصل الثاني الذي جاء تحت عنوان: «المسرح الصحراوي.. جماليات ومرجعيات»، للجوانب الشعرية في الاشتغال المسرحي الصحراوي، وهو يجيب هنا عن أسئلة مثل: كيف يمكن للمسرح أن يكون صحراوياً؟ وكيف يمكن «مسرحة» الفضاء الشاسع للفلاة؟، وكيف يتلقى المشاهد العرض الصحراوي؟. وتحت عنوان: «دراماتورجيا المسرح الصحراوي» جاء الفصل الثالث من الكتاب، وتطرق المؤلف فيه إلى الطبيعة البنائية للنص المكتوب في المسرح الصحراوي: الثيمة، الحبكة، الحوار، الشعر، الشخصيات، إلخ. وخصص المؤلف الفصل الرابع من كتابه؛ لاستعراض ومقاربة بعض العروض التي قدمت في المهرجان في سنواته الماضية.
