الشارقة الثقافة والهوية (1971م-1998م)

شحن مجاني
بقلم(الكاتب)محمد إبراهيم القصير
USD‎ 11.99
متوفر بالمخزون
شحن مجاني حول العالم
100% ضمان استرجاع النقود
نسخ أصلية
من المؤلفات المهمة التي تضيء على المشروع الثقافي للشارقة، وهو يكاد لا يترك شاردة ولا واردة في الحقبة الزمنية التي اشتغل عليها إلا وأحصاها، خاصة أن المؤلف نفسه يعد من أبرز الذين اشتغلوا في خدمة الحراك الثقافي والأدبي في الشارقة والدولة على العموم، وهو في هذا الكتاب يُطلع القراء على ذلك التراكم الكبير الذي حدث وجعل الشارقة تحتل تلك المكانة الكبيرة بين عواصم العالم المهتمة بالمعرفة والكتاب والقراءة والفنون، الكتاب لا يقف عند حدود الوصف، بل يحلل ويفسر ويبين الأهداف وغايات التوجه نحو الاهتمام بالفعل الثقافي والحفاظ على الهوية، وتتصدر الكتاب كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حول المشروع الثقافي للإمارة الباسمة وجاء فيها: «إن المشروع الثقافي الذي حرصنا على تبنّيه وتنفيذه انطلق على الدوام من الثوابت العربية الإسلامية، وحرصنا على إبراز هذه الروح فيما ننفذه من مشاريع وخطط في كل مجالات التربية والثقافة والعلوم، وعلى غرسها في نفوس الناشئة وعقولهم، حفاظاً على معالم هويتنا الحضارية وصوناً لها من التبدد والضياع في عصر العولمة»، وهي الكلمة التي تحمل بالتأكيد مرجعيات ومرتكزات مشروع الشارقة الثقافي، الذي يبرز الآن بقوة من خلال الفعل الثقافي الذي تقدمه الإمارة للعالم أجمع. جاء الكتاب في 306 صفحات من القطع الكبير، ويشتمل على تمهيد ومقدمة وأربعة أبواب، وكل باب يشتمل على عدة فصول، حيث ينفتح الباب الأول من الكتاب على ثقافة المجتمع التقليدية في الشارقة قبل الاتحاد ويبين أبرز خصوصياتها، ويرصد خلفية تاريخية للدولة، ويتناول أسس البناء الثقافي، ومقومات التنوع وأساساته في المجتمع الإماراتي، كوحدة اللغة، والدين، والتجانس البشري في المجتمع من حيث الوحدة التاريخية والمصيرية، ووحدة الجغرافيا، والعادات والتقاليد، كما يتناول هذا الباب دور الثقافة في تعزيز هوية المجتمع، أما الباب الثاني فيغوص في «معالم الهوية الثقافية الجديدة لإمارة الشارقة»، ويتناول في فصله الأول الظاهرة الثقافية وفق دستور الاتحاد، بينما يركز الفصل الثاني على مؤسسة «دائرة الثقافة»، من حيث النشأة والأهداف، أما الفصل الثالث فيتحدث عن السياسة الثقافية للدائرة وأنشطتها المختلفة، بينما يتناول الباب الثالث «تطور الحركة الثقافية في الشارقة وعلاقتها بالتعليم»، ويركز الفصل الأول من الباب الثالث على تكامل الثقافة والتعليم من خلال الحركة الثقافية، ويتحدث الثاني عن المؤسسات الثقافية في إمارة الشارقة، ويرصد الفصل الثالث المسيرة والإنجازات الثقافية، ويتحدث الرابع عن الأعمال الفكرية المؤصلة للثقافة. يستعرض الباب الرابع من الكتاب «الفلسفة الثقافية لصاحب السمو حاكم الشارقة»، ويتناول في فصله الأول الرؤية الثقافية لسموه ومخرجات هذه الرؤية، بينما يحكي الفصل الثاني قصة الشارقة وهي تتصدر الثقافة العربية، ويتناول الفصل الثالث من الباب الرابع أبرز جوائز الشارقة الثقافية، كما يتضمن الكتاب خاتمة وتوصيات ومراسيم وقرارات، وقائمة تحتوي على المصادر والمراجع. أسلوب الجدير بالملاحظة والذكر ذلك الأسلوب العلمي الذي اتبعه المؤلف في كتابه هذا، وذلك لأهمية الموضوع نفسه حيث يوضح المؤلف أن هذه الدراسة تقوم على المنهج التاريخي الاستردادي مستعيناً بالمنهج الوصفي والمنهج الاستقرائي القائم على مساءلة النماذج الثقافية واستخلاص نتائجها النظرية والعملية واستعراض الإحصاءات الخاصة بالمشاريع والأنشطة الثقافية، كما يتتبع أدق المراحل المميزة للظاهرة الثقافية قبل الاتحاد وبعده، إلى جانب توثيق مصادر آراء وتوجهات صاحب السمو حاكم الشارقة. يشير المؤلف إلى أن البحث الثقافي الذي يرمي إلى تأسيس مجتمع معاصر يعد قضية لا تقل أهمية بأي شكل من الأشكال عن قضايا الإصلاح الاقتصادي والسياسي والتنموي، بل إنه يمكن القول إن أي إصلاح لن يؤتي ثماره في أي مجتمع إلا إذا أصبح جزءاً من الثقافة السائدة لدى ذلك الشعب بمختلف مكوناته المجتمعية، وتطلعاته المستقبلية، وهذا الاتجاه يشير إلى إيمان الكاتب القاطع بأهمية العامل الثقافي في حياة الشعوب، فهو يرى أن البحث في هذا الحقل، وتتبع تطوره عبر التاريخ، إنما هو صياغة متكاملة لصورة إنسان المستقبل بمختلف تشكلاتها المادية والمعنوية، ليقدم منظومة يتماهى فيها وعي أغلبية المواطنين وسعيهم لتحقيق طموحاتهم وبناء ذواتهم الخاصة والجماعية، خاصة إذا ما كان ذلك يمثل خياراتهم المبنية على قناعات قبل أن تكون مجرد ضرورات، كما يشير المؤلف إلى مسألة مهمة في سياق حديثه عن النهضة الثقافية وكيفية تحقيق التغيير، عندما يشير إلى أن الوصول إلى عقل المواطن ووعيه وفكره هو أبرز حلقة في صناعة التغيير، وعند وجود هذه القناعات تكون خارطة الطريق في اتجاهاتها الصحيحة دون وجود عقبات، ما يؤمّن العوامل اللازمة لتفاعل المواطنين مع عملية الإصلاح وتحويل النصوص والتغييرات المؤسسية إلى واقع حي ومعيش ومخرجات صحيحة، ويؤكد الكتاب على ضرورة أن تكون هناك خطة ثقافية ترعاها الإمارة، وتشترك في وضعها جميع المؤسسات المعنية بالأمر بما يعزز ترسيخ قيم ثقافية في مجتمع ناهض. ويقدم الكتاب تعريفات لمفهوم الثقافة، وكذلك الهوية ثم يتناول العلاقة بين الثقافة وهوية المجتمع، ثم يعرج على الثقافة الفرعية المحلية، ويتوقف عند العالمية، حيث يؤكد أن ثقافة الإمارات العربية المتحدة اليوم متنوعة وذات مشارب متعددة، بحكم تعدد الهويات الثقافية، فالإمارات مجتمع عالمي بمختلف الأعراق والديانات والثقافات، إذ إن التركيبة السكانية للدولة قد تطورت في وقت مبكر، وسايرت التحولات التاريخية في البلاد باعتبارها مجتمعاً مفتوحاً لا منغلقاً. والكتاب بما يمتاز به من أسلوب سردي ممتع يصطحب القارئ في رحلة عن الشارقة وكيفية وصولها إلى هذه المكانة الكبيرة في التأصيل الثقافي على المستويين العربي والعالمي، كما يزخر بالكثير من المعلومات والمعارف، فهو جهد بحثي متكامل يضع القارئ أمام حكاية الشارقة، بخلفيات تاريخية وأحداث ومنعطفات وجهود كبيرة بذلت حتى صارت الإمارة الباسمة منارة ضخمة للثقافة يفتخر بها كل العرب.
Dispatched from
The UAE in 2-5 business days
الناشر
دائرة الثقافة والإبداع
ردمك
9789948439448
تاريخ النشر
2021
بلد النشر
الإمارات
اللغة
العربية
النوع
غلاف ورقي
عدد الصفحات
306
الجمهور
عام

لم يتم العثور على أي تقييمات

عناوين ذات صلة