جهد جبار بذلته أَليس كَري في جمع حكايات هذا الكتاب وتشذيبها، ثم نشرها وتوزيعها مجانًا، مقتطعةً بذلك جزءًا مهمًا من وقتها
ومالها، لا لشيء إلّا لتوصل رسالة إلى الإنسان مفادُها ضرورةُ النظر إلى
القوانين السامية الجميلة التي تحيطه، والتي قد ينشغل عن تأمّلها تحت ثقل الحياة
برمّتها مرّةً، وبسبب هيمنة قيم فاسدة مرّةً أخرى، فغدا كتابها الأوسع انتشارًا
في أمريكا وغيرها.
ما يشفع لهذه الحكايات أنها شائعة
ويمكن توقّعها ومصادفة أبطالها وهم يمارسون الحياة. فإذا ما قورنت بالحكايات
التراثيّة العربيّة والإسلاميّة قد لا تصمد أمامها بسبب الثراء المعنوي الغزير
الذي يجلّل الحكايات العربيّة، ذلك لأنها نخبويّة، أبطالها قدّيسون أو معصومون
أو مشهورون تاريخيًّا. إلّا أن هذه الحكايات المترجمة أكثرُ رجحانًا في القبول
والألفة لأن جلّ أبطالها معاصرون يعيشون الحياة التي نحياها الآن، وفي ذلك قوّة
مضافة لقدرتها على تحقيق أهدافها.