عوَّدنا ساتر في أبحاثه ورواياته ومسرحياته وصف الحالات النفسية في أروج توترها. لذا نراه يخلق "مواقف" الإحراج والقلق ليعبّر بها عن العواطف الحادّه التي تعصف بذات الإنسان. فهو كما سمّاه أندريه موروا "خبير المشاعر الإنسانية الصاخبة".و "الجدار" عنوان كتابنا هذا يتضمن خمس أقصوصات، أولاها الجدار، وهي قصة ثلاثة أشخاص ينتظرون ساعة إعدامهم رميًا بالرصاص صبيحة الغد، يحلل فيها سارتر مشاعر كل منهم، ومظاهر تلك المشاعر كما تتمثل في أنواع سلوكهم.
غير أن المواقف المتشابهة التي يعيشها أبطال القصة في مجابهتهم خطر الموت، لا يعني أن كلًا منهم قد فقد ذاتيته. فإذا ما كانوا جميعًا حيال خطر واحد يحيط بهم، فان لكل منهم "موقفه" الخاص، يواجهه من زاوية بيئته وثقافته ونوعية تفكيره، فضلًا