كما تعلم، عقولنا تعمل في حيزين مختلفين - الأفكار الواعية واللاواعية. "نملتنا"
هي الجزء المتعمد من العقل - تضم أفكارنا النقدية والتحليلية. "فيلنا"
في المقابل، هو الجزء الفطري التلقائي من العقل - وهو يضم المشاعر والذكريات،
حتى إنه يرشد الجسد ليقوم بوظائفه الحيوية. في حين أننا نميل إلى معرفة عقولنا
الواعية -أو النمل- بشكل أفضل، عادة ما نغفل قوة عقولنا الفيلية اللاواعية.
للأسف، عندما نفعل ذلك، نقوم بإهدار منبع الإمكانات البشرية.
تَخيَّل نملة صغيرة على ظهر فيل إفريقي ضخم. لا يهم كم اجتهدت تلك النملة في
المشي باتجاه الشرق، إذا كان الفيل الذي تجلس على ظهره يسافر في الاتجاه
المعاكس، سوف ينتهي المطاف بالنملة أبعد ناحية الغرب من نقطة البداية. وبالمثل،
سوف نجد أنفسنا نبتعد عن أهدافنا إذا كانت عقولنا الواعية واللاواعية غير متسقة.
ما الجوانب التي تشبه الفيل من شخصياتنا وتمنعنا من مواجهة التحديات؟ كيف تقف
مشاعرنا في طريق قدرتنا على التصرف والتواصل بشكل فعَّال؟ ماذا يعني حقًا أن
تلتزم بتحقيق حلم؟