يختلف هذا الكتاب بالتأكيد عن الكتب الأربعين التي قمت بتأليفها فيما مضى، وعلى الأرجح
سيكون مختلفًا تمامًا عن أي شيء قرأته في حياتك؛ فجميع الكتب الواقعية تقريبًا
تدور حول تعلُّم شيء ما، أما هذا الكتاب فيدور حول التعلم نفسه.
إن كل شيء عرفناه، كأفراد أو بصورة جماعية كمجتمع، يتم تعلمه؛ لذلك يمكننا
القول إن المعرفة كلها هي نتيجة التعلم، لكن يتعلق القليل جدًّا منها بالتعلم
نفسه؛ فإذا قسَّمنا كل شيء تعلمناه طوال حياتنا إلى فئتين أساسيتين، فإن هاتين
الفئتين ستكونان أمورًا تعلمناها من خلال التعليم النظامي، وأمورًا تعلمناها
بصورة غير رسمية.