خبط فهمي الرِّيدي كفًّا بكفٍّ وهبَّ واقفًا. رفع ذراعه ولوَّح بيده ثم قال: «هل تعرف أنَّ الحقيقة ما هي إلا إعادة تركيب الواقع في الأذهان؟ ولذلك ففيها ترجيحٌ لكفَّة الماضي، وأنا للأسف ضاع مني ذلك الماضي». سألتُه عمَّا يقصد بكلامه، فشرد بعيدًا ثم ابتسم ابتسامةً واهنةً وقال: «إن كانتِ الحقيقة لا وجودَ لها إلا فيما وقع فعلًا، فما جدواها؟»