لا تتحامل على نفسها، ولا تبرح المكان، ولا تعود تعرف معالم الطريق والبيت والحجرة والمدينة لا تعود لها، وهي تتدلى بين ارتفاع وسقوط وأمواج تتلاطم، ووجوه تتجمع، وتنادي عليها من الأسفل والأعلى، نفير أبواق، وهي تصيح على السكان القدامى الذين تدافعوا على مسامها، وتمددوا على جذعها القصير وحوضها الصغير، فوصلوا إلى عشها الجميل الذي قامت برسمه وهو تحت الضوء الطبيعي حتى جفّ ماؤه، واسودّ لونه. ضحكت وهي تقول للدكتور أنطوان:
أعضاؤنا تصل نهاية الخدمة، دكتور.. وأنا لا أعرف بالضبط أيها أنجز مهمته أسرع؛ المرض الإفرنجي أم الداء البلدي؟