ما تاريخنا الفكري الحديث والمعاصر إلا سلسلة from جهود بذلت للمطالبة بالحريات المختلفة ، كمًا وكيفًا. فكلما تحقق للناس جانب من جوانب الحرية ... طالب قا دة الفكر بجانب آخر ، أو بنوع آخر ، وبقدر أكبر مما قد ظفر به المواطنون ... لكننا في الحقيقة مازال يعوزنا مني.
وفي هذا الكتاب محاولات أردنا بها أن نبين بعض ما ينقصنا في سبيل حياة حرة بمعناها الأكمل ، وأن نوضح بشت وبعد أن فرغنا من الحديث عن الحريات, أوردنا في الكتاب قسما ثانيا خصصناه لضرب آخر من "القيم" ليس منقطع الصلة بموضوع "الحرية" وأعني بها إحساس الفرد الواحد بوجود "الآخرين". إذ لا يكفي أن يعيش الفرد حرًا ... بل لابد له أن يعي وعيًا كاملًا بأن ثمة "آخرين" لهم حقوق كحقوقه. وإنما نقول ذلك لأن ما نراه اليوم في حياتنا ، يوحي بأن كل فرد يسعى إلى تحقيق أهدافه حتى لو داس بقدمي على أن إحساس المواطن الفرد بمن يعايشونه في وطن واحد, إنما هو "قيمة" اجتماعية عرفناها بكل قوتها في تاريخنا, والمطلوب هو عودة الضال إلى طريق آبائه, وليس من شك في أن الأصيل عائد إلى أصله, كما يكون للشمس شروق جديد بعد كل غروب.