رواية سيريالية تركض مع بطلها ، وتتقافز في الوقت ذاته ، ذهابا وإيابا في الحياة ، وميراث ما بعد الممات . رواية تشبه بطلها ، من ناحيتي قوة الحجة والعبثية . وهي وإن كانت مضحكة بأسلوب مدهش ، إلا أن لديها خفين من الحزن والمأساة اللذين لا يمكن الإشاحة عنهما . هي أيضا ” حكاية موت معلن ” نتمتی ، ونحن نعبر الصفحات بخفة ، أن ينتهي بكرامة . توسکانا ، الذي يلقب بثيربانتس المكسيك ، بأسلوبه الذي يطلق عليه : الواقعية الجامحة ، يرسم صورة لدون كيخوته المكسيكي ، يستكشف انطلاقا منها الجانب المظلم من ارتباكات علاقات المكسيك بالولايات المتحدة ، البلاد الأميركية التي سلبت أرضها واسمها وبقيت في “القاع ” تتلقى الفتات . والمظلوميات المتعددة لأبطاله ، العبث والفكاهة ، والهاوية المريرة ، مقاربات فريدة لعلاقة المكسيك بجارتها الشمالية . القصة مكسيكية ، ولكن الحمقى لا يوجدون على جانب واحد فقط من الحدود ، وسباقات الماراثون ، التي تبدأ بطلقة وتنتهي بنیشان عسکری .