نريد أن نقف
على أقدامنا وأن ننظر للعالم بعيون واسعة , وأن نقول أن هذه حقائق جيدة , وتلك
حقائق سيئة .ذاك قبيح وذاك جميل . أن ننظر للعالم كما هو وأن لا نخاف شيئا وأن
نقهر الصعاب عبر الذكاء وأن لا نتخذ من الخوف النابع من الدين سيداً لنا . إن
التصور الإلهي بكامله مستوحى من الدكتاتورية الشرقية القديمة . إنه إيمان لا
يليق بالرجال الحرار . ففي الكنيسة نسمع أشخاصاً يحتقرون أنفسهم وينتقصون من
قدراتهم ويصفونحالهم بأنهم مذنبون وخطاءون , إن هولاء الشخاص لا يستحقون مني أي
احترام . فنحن نستحق أن نقف بشموخ وأن نشاهد وجه العالم بوضوح , إننا نستحق أن
نقدم كل الجهود الممكنة في هذا العالم , وإذا لم تتكلل هذه الجهود بالنجاح
المرجو منها , فإن هذا بالنهاية أفضل بكثير مما اقترفه القدمون طيلة القرون
الماضية .
إن العالم الإنساني يحتاج المعرفة والتسامح والشجاعة . ولايحتاج للتباكي
والحسرة على مافات . كما ل يحتاج عالمنا إلى تكبيل العقل وتصفيده من أجل بضعة
كلمات جمعتها بعض العقول الجاهلة في الماضي السحيق . إن عالمنا هذا يتطلب شجاعة
كبيرة في النظر إلى ماهو خفي وغامض عبر العقول الذكية والمفكرة . إنه يحتاج
الأمل من أجل المستقبل , وليس النظر إلى ما هو ميت ومتلاشي مما مضى . فالماضي
يتجاوزه الحاضر الذي تصنعه العقول النابغة .