هكذا ولدت في بيت مسكون بالقصص الخرافية، والخوف وأصوات الجان التي تنادي باسمي في كل ليلة، وجني تهددني به أمي، فيشق الحائط، ويأتي لسرقتي من أهلي، لكن أمي تطرده، وتقول له إني فتاة طيبة ومطيعة... كما يحر أمي، وبنات عمه وأخواته وأمه، بحكاياته المختلقة، لا المنسوخة، سحرني أبي عبر اصطحابه لي، وأنا ابنته البكر، ودميته التي تابع معها لهو المخيلة، مرضعاً إياها الحكايات الخرافية، لأتماهى مع ذلك العالم الساحر الذي رسمه أبي لي طويلا، وأنا أنام إلى جواره، حتى سن السابعة تقريبا، فيخترع لي الحكايات قبل النوم ... حكايات أغفو على أمل عيشها. مها حسن الروائية، في جولة بين الواقع والخيال، تدون شيئاً من الذاكرة المتخمة وقبسا من اليوميات الحافة بهاجسها الإبداعي.