بعض العواصف تنتشلك من مكانك، ترتفع بك وتعصف بك عصفاً، لكنها تسمو بك إلى المعالي وتبوءك مكاناً عليّاً، كأنها يد ضخمةٌ نزعتك من الأرض لترقيك إلى السماء. هناك ابتلاء يؤدبك، وهناك ابتلاء يزكيك ويرفعك تستحوذ عليك نفسك أحياناً فتنسيك أن في البلاء أجوراً، وهكذا كانا مسك وإسلام اللذين اشتدت بهما ريح الفراق فغيبتهم عن أمهم التي لم تفتأ تذكرهم بكرة وعشياً، ولم تقنط من رحمة ربها رغم أنها ابتليت بفقد فلذة كبدها ولأنهم ألقوا في غيابة البعد بأمر من الله عادوا إليها أعزاء يتوجون أرواحاً بالطمأنينة.....