ما تظنون بشخص يقول لكم: إن المادة لم تخلق وإن العالم لا بداية له، وإن الكون هو مادة وحركة ان الزمان لا بداية له ولا نهاية وماذا تقولون إذا أضاف: إن النفس تفنى بفناء الجسد، وإن بعد الموت لا ولا حساب ولا عقاب؟ هذا ليس بكافر فحسب بل هو ملحد من الأولى. هذا الشخص هو الفيلسوف أبو الوليد ابن رشد صوّره لنا الجابري وجماعته على هيئة إنسان تقي جدا يؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها ومن حين لآخر يفسر كتب ارسطو هذا الكتاب هو محاولة جادة وعميقة لانتزاع ابن رشد من براثن هؤلاء الدارسين العلمانيين الخجولين المتحالفين مع الإسلاميين وإرجاعه إلى حضن الفكر التنويري العقلاني الذي كافح طوال حياته من أجل إعلاء كلمته