هذه معالم هدىً ومنارات رشدٍ، وُضِعَتْ لطالب الهداية، وهي في الحقيقة فكرة مبدعة من الأستاذ الموفق: محمد بن عبدالله الفريح، مدير النشر والترجمة في شركة العبيكان للتعليم، فقد أشار عليَّ بأن أستخلص هذه المعالم من كتاب جمعته ورتبته، فتنقلت بين دفتي الكتاب، فانتقيت هذه الوقفات، ويسر الله أن يخرج هذا الكتيب المفيد المبارك بإذن الله، ولم أتوان في إخراجه بطريقة (الأنفوجرافيك)، التي أرجو الله أن يتقبلها، وأن يجعلها نواة لتقريب علوم الشريعة، بمثل هذه الوسيلة التي وجدت استحسانًا وحظًّا مقبولًا من الكثير، وبحمد الله ما وضعت في هذه الأوراق شيئًا مختلفًا عليه، أو مطعونًا فيه، بل كله بإذن الله على منوال السنة ومدارج الاستقامة، ولا أدعي العصمة، ولكن حرصت على موافقة السنة ومقاربة الهداية، وأن أسلك مسالك السلف، وأنخرط في معيتهم، فلم أودع كتابي هذا قولًا لمبتدع.ولما كان صراط الله المستقيم الموصل إلى رضوانه وجنته له سوران، وفي كل سور أبواب مفتحة، يؤدي كل باب إلى مهلكة، وعلى كل باب ستارة منمقة مزينة، تغري الناظرين، وخلف الباب ملهيات وشهوات وشبهات، بمثابة كلاليب تزين للإنسان الباطل والمحرم، وتشده نحوها، ليقتحم هذه المهالك، فجاء هذا الكتيب ليأخذ بأيدي السائرين إلى الله والدار الآخرة، فتنير الدرب، وتبين سبيل الفلاح، وتحذر من الهلكات، وتحجب عن الوقوع في المحرمات، وتأخذ بالأيدي والنواصي إلى مرضاة الله.