يُعد الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة سمة من سمات رقي المجتمع وتقدمه، حيث اهتمت عديد من المجتمعات المتقدمة والنامية بذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بتقديم كل الخدمات التي تجعله قادرًا على التكيف مع المجتمع المحيط به، كما إن تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وإعدادهم في جميع الجوانب من أهم أهداف التربية، فالتربية تعني بناء الإنسان في جميع جوانب النمو. وتُعد اللغة أساسًا مهمًّا في الحياة؛ فهي وسيلة الإنسان للتواصل، ووسيلة للتعبير عن حاجاته ورغباته وأحاسيسه، واللغة كذلك أداة هذا الإنسان للتخاطب مع الآخرين والتفاهم وتبادل الأفكار والآراء والمشاعر معهم. وحواس الإنسان هي الوسائل التي وهب الله –تعالى– إياها لتحقيق هذا الاتصال، وقد يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة من مشكلات في بعض الحواس التي تعوق قدرتهم على التواصل والتخاطب والتفاعل مع الآخرين، والتي قد يصاحبها الإصابة باضطراب أو أكثر من اضطرابات التخاطب. وتتمثل اضطرابات التخاطب في اضطرابات اللغة والنطق والكلام والصوت، وهذه الاضطرابات قد تكون وراثية أو مكتسبة، وتتراوح شدتها ما بين الاضطرابات الخفيفة إلى الشديدة وقد تصاحبها إعاقات أخرى؛ فاضطرابات التخاطب بعضها بسيط يختفي بفعل النضج والتعليم، وبعضها الآخر شديد يتطلب علاجه برامج ينفذها اختصاصيو اضطرابات الكلام واللغة.