أشباح في طريق البيت بقلم عزمي عبد الوهاب ... في 9 مايو (آيار) عام 1805 فقد الشاعر الألماني العظيم "جوته" وهو في منتصف العقد السادس من عمره، صديقه الشاعر الكبير شيللر، ثقل عليه مرضه الرئوي، حتى أهلكه، قال جوته: "ضاع مني بضياعه نصف وجودي" وكان المقربون من جوته، لا يعرفون طريقة، يبلغونه بها، أن صديقه مات. كثيرة تلك الحالات التي شكلت ثنائيات، منحت الحياة وجها آخر، وبثت الحيوية في جوانب كثيرة من عملنا هذا؛ حتى أنها بدت وكأنها أشباح تطاردني، أينما ذهبت، وتتنوع الحالات والإحالات ما بين تأليف كتاب مشترك، أو تبادل رسائل، أو حياة مشتركة، هنا نلتقي بعلاقة مسمومة بين ماكس فريش وإنجبورج باخمان، في مقابل علاقة معذبة بين كامو وحبيبته ممثلة المسرح الإسبانية، وغير ذلك من علاقات تجمع بين اثنين في أكثر من اتجاه.