تصعب دراسة السرد العربي من دون الوقوف على جملة من الأسس النظرية في تحليله، والسياقات الثقافية الحاضنة له؛ أما النظرية فلأنها تحدد طبيعة الرؤية النقدية في معالجة هذه الظاهرة الأدبية خلال تاريخها الطويل الذي زاد على ألف وخمسمائة سنة. وأما الثقافية، فلأنها تمثل السياق الذي احتضن هذه الظاهرة، وشارك في صوغها؛ فتلازم الأسس النظرية والسياقات الثقافية هو القاعدة التي نهضت عليها "موسوعة السرد العربي" بكاملها. وفي ضوء ذلك خصص الجزء الاول منها للوقوف على تلك الأسس والسياقات، فقد أمسى من غير المسموح به مقاربة الآثار الثقافية الكبرى من دونها.