في أحد قرى الحجاز، بين الأودية والجبال، في صباح أحد الأيام في منتصف عام 2003، وفي أقصاها تسمر الشيخ صالح لوهلةٍ أمام الباب الأسود
الحديدي لسور الكوخ الخشبي المتهالك، تحسس الخدوش على حافة الباب، تملى في
الأسلاك التي تُحيط بالباب، وهو يتمتم المعوذات، والصوت الوحيد الذي يسمعه هو
صرير الجداجد المنبعث حول جدار الكوخ. في تلك اللحظة تساءل، ما الذي جاء بهذا
الكاهن هنا في قريتنا! لماذا أصبح سكان القرية يقصدونه للعلاج؟ ويمتدحونه بأنه
معالج حذق، ما الذي وجدوه في كوخ الكاهن ولم يجدوه في العلاج بالرقية الشرعية،
ولماذا يسكن في سردابٍ تحت كوخٍ خشبي بأبوابٍ حديدية! وما السر الذي بينه وبين
أبن عمي حارث الذي أغلق حديقة التفاح عن أهالي القرية، ولا نعلم أين يذهب بكل
التفاح ولمن يبيعه! أمور كثيرة تحدث بسبب هذا الكاهن اللعين! وأنا له بالمرصاد.