:مع التقدم العلمي والتطور الهائل في مجال الطب، توصل الإنسان إلى معرفة حقيقة الكثير من الأمراض ذات الطبيعة البيولوجية والاجتماعية وردها إلى مسبباتها الحقيقية، وكان لاكتشاف الخريطة الجينية للإنسان أثر بالغ في تشخيص ومعالجة الكثير من الأمراض. والإدمان هو أحد الأمراض الاجتماعية التي تصيب الأفراد في مختلف أنحاء العالم ...إذ أن المواد الكيمياوية والمخدرات التي يتناولها الإنسان تطلق جزيئات كيمياوية تغير من تركيب المخ، وتؤثر على الموصلات العصبية الهامة اللازمة لبقاء الإنسان في حالة سلوكية سوية.وقد تصدى الطب الحديث للإدمان وتمكن العلماء من خلال تصوير المخ باستخدام أحد النظائر المشعة من أن يحددوا مكامن الإصابة ويحددوا وسيلة العلاج التي تمكن المريض من الحصول على الشفاء التام. لكن الوسائل الطبية وحدها لا تكفي إذ لا يوجد دواء واحد يمكن معالجة حالات الإدمان تماماً. لذا بحث الأطباء عن وسيلة تحفز الجهات المناعي على إفراز أجسام مضادة للمادة التي تسبب الإدمان وتوقف عملها. لقد تعرض الدكتور عبد الهادي مصباح في كتابه هذا إلى كل ما يتعلق بالإدمان، والعلاج السلوكي له، كما بحث في أمراض عديدة قد تصيب الفرد مردها إلى العادات السيئة وإدمانه على الكحول وعقاقير الهلوسة والعادات المضرة التي يكتسبها الإنسان.-هل يمكن أن يؤدى التقدم العلمى المذهل الذى نشهده والثورة العلمية التى أدت الى اكتشاف الخريطة الجينية للانسان الى اكتشاف جينات مسؤولة بشكل مباشر عن سلوكيات الانسان وتصرفاته ومزاجه النفسى ؟ هلى يمكن ان تكتشف الجينات المسؤولة عن الإدمان ، والجريمة ، والعنف ، والخجل سواء للجنس الخر او الجنس المثلى اى الشذوذ الجنسى .. الخ ؟ وإذا كانت جينات الانسان هى التى تتحكم فى سلوكياته وأفعالة فلماذا يحاسبنا الله عليها وقد خلقنا بها ولا يد لنا فى تغييرها وهل معنى هذا اننا نعود الى القضية التى قتلت بحثا من علماء الدين والفلاسفة : هلى الانسان مخير أم هو مسير لا إرادة له فيما يفعل ولا اختيار ؟ولقد راينا ان نبدا بالادمان لما لهذه القضية من اهمية فى حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدول بصفة عامة وسوف نتبعها بدراسة عن السولكيات الاخرى مثل العبقرية والذكاء العدوانية والخجل والجريمة الميل الجنسى والشذوذ والشيخوخة وأعراضها وامراضها إلخ وعلاقة كل هذه السلوكيات بالجينات ومدى تأثرها بالبيئة .