ولا نبالغ إذا قلنا إن الأساطير المتعلقو بالإسكندر واسعة الإنتشار، وذات تأثير كبير في الآداب والفنون، وفي كل زمان يصنع كل جيل نسخته الخاصة به من الإسكندر، فالعقيدة اليهودية جعلت منه واعظاً ونبياً، وفي وقت لاحق أكدت التعاليم المسيحية اليونانية والسريانية إخلاصه في طاعة الله، وفي العصور الوسطى في أوربا كان الإسكندر هو المثل الأعلى للفارس الشجاع والشهم، وعند الفرس كان لدى بعضهم زعيم الشياطين، لأنه دمر معبد النار الخاص بأتباع الديانة الزرادشتية، بينما يعده مؤلفو الروايات الملحمية البطولية الطويلة ملك الفرس الشرعي، لأنه ابن داريوس في الحقيقة، وليس ابن فليليب، وبالنسبة لليونانيين المعاصلاين فهو واحد من الحمالين شبه المسحورين لروميوسيني، إله العواصف، وتعد سيرة الإسكندر الأسطورية في مقدمة تلك الروايات، والأساس لفهم باقي الروايات الأخرى، فضلاً عن أنها ذات أهمية كبرى لمؤرخي الإسكندر، ولكنها قبل كل شيء مستودع لقصص مغامرات رائعة، سوف يبدو بعضها مألوفا لقراء مغامرات السندباد أو البارون مونشوزن.