-ترى ما الأورجانون؟... الاسم قد يثير الدهشة لغرابته وجدته.... ولكن المؤلف قدم لنا تعريفاً له فى هذا الكتاب، فهو من حيث اللفظ يعنى اللآلة أو الأداة، ومن حيث المعنى يتمثل فى أسس وآليات يمكن أن نستخدمها لتغيير نمط تفكيرنا من النمط التقليدى الجامد إلى النمط المتجدد القادر على التفاعل ...مع كل جديد، سواء كان من حيث مناهج التفكير، أو من حيث أدوات الحياة والسلوك فيها.وأوضح المؤلف كذلك أننا إزاء مشكلات العصر وصراعاته، أحوج ما نكون إلى ما يشبه الأورجانون، أى الوسيلة التى تريم لنا خارطة طريق للتفاعل مع نحديات الواقع وأزماته، وتوجهنا إلى الكيفية التى نعمل بها - ونتعامل - لتحقق المستقبل الأفضل.إن الماضى - ببساطة - مضى ولن يعود، والحاضر مآله إلى أن يكون ماضياً، ومن ثم فعلينا أن نجتهد للتأمل فى المستقبل والتخطيط لما سنفعله فيه بفكر متقتح وعقل مستنير، واثق من نفسه، من قدرته على تحقيق الإبداع فى كل مجالات الحياة الإنسانية.أن الكتاب يكشف حقيقة تخادل علماء العرب والمسلمين، حينما وقعوا تحت تأثير وهم التفوق الغربى علمياً، ويشير إلى ضرورة التخلص من هذا الإحساس الزائف، لأن العلم فى مختلف فروعه إرث بشرى، شارك فى صنعه كل البشر، لعل السؤال المهم الآن - والضاغط على كل عصب - هو: ألم بححن الوقت بعد لبزوغ فجر نهضة جديدة وحقيقية، رغم أننا نحاول البحث عنها منذ أكثر من مائتى عام؟... وكيف تواجه التقدم الغربى؟ هذا ما سوف نعرفه ونستبينه بين دفتى هذا الكتاب الممتع.. والمفيد إيضاً.