في هذه الدراسة سوف نقترب من البحر، وما تختزنه الذاكرة الإماراتية من صور فينومينولوجية قائمة بذاتها في الذهنيّة الفرديّة، كما هي راسخة في اللاشعور الجمعي لدى المجتمع، وما وفّرته من اختزالات للموت، كما وسّعت بها إدراك الحياة، فالبحر ليس لساناً مائيّاً مجاوراً لليابسة فحسب، بل هو وجود حياة، وملاذ وجود، فضلاً عن أنّه مصدر جلالٍ بما يكتنفه من سطوةٍ على الوجدان الإماراتي، فالبحر الذي كان مخزن رزق، وتربة نبات إحيائي، كان أيضاً الهوّة السحيقة التي ابتلعت أرواحاً، حيث السفر البعيد في أعماق البحر، كان محفوفاً بمخاطره، كما كان الغوص في أحشاء البحر نقطة المفارقة بين الحياة والموت.