تلاقوا دون موعدٍ في مستشفى جوار مريضٍ محترق، تتقلب في رؤوسهم الحكايات كما تدور أبصارهم الحائرة، كان لا بد أن يتحاكوا صامتين ويعقدوا محاكمتهم غير المعلنة، فكل شتيتٍ جمعته المستشفى وذلك السرير المتوجع، هذا الحاضر وذلك الماضي يجتمعان في عيون قلقةٍ، تخفي وراءها الكثير.الحكايات احترقت ونفثت دخانها المكتوم، وكلما نضج جلدها تبدلت بأخرى، فتتعذب من جديد. كانت قلوبًا تذوق مرضها مستسلمةً له في انتظار الشفاء، كالأنين الذي هاجت به جوارها أجساد المحترقين.ما بين الماضي والحاضر؛ ربما تُلخِّص بعض صور نهاياتنا ما قطعنا من الطريق