كان جورج
سانتيّانا شاعرًا وأديبًا ناثرًا وفيلسوفًا مخضرمًا وخليطًا مميزًا، يجمع بين
أرستقراطية شعوب البحر المتوسط والفردية الأمريكية، كان روحًا طروبًا، حرًّا
ومتمردًا على روح عصره، يكتب بلغة أسطورية تُشبه لغة العالم الوثني القديم، كأنه
أحد الفلاسفة المشّائين يُحَدّث تلامذته عن الروح والمادة والحقيقة والوجود
بينما يتمشى في اللُّوقيون [مدرسة أرسطو]. ولم تلبس الفلسفة ثوبًا جميلًا منذ
عهد أفلاطون، مُرَصَّعًا بكلماتٍ جزلة وعبارات مطعّمةً بالحكمة، ومنسوجة بنعومة
يشفّ عنها الذكاء، ويُحصنها النقد اللاذع والعقل الفطن، كما لبسته في «عهد
الشاعر» سانتيّانا الذي فتح أبواب السماء «ليجلب الجمال إلى الأرض»