-يخشى الناس عادة حينما تقترن كلمة التفكير بالفلسفة؛ وكأن ثمة تفكيراً عقلانياً- أياً ما كان مجال تطبيقه- يمكن أن يكون بعيداً عن الفسلفة والتفلسف، والحقيقة غير ذلك تماماً، فالتفكير رغم تعدد أنماطه يشتمل حتماً على بعد فلسفي واضح؛ لأنه ما أن يعمل المرء عقله في تأمل أي موضوع أو محاولة ...حل أي مشكلة فهو يبدأ التفكير الفلسفي أي يبدأ التفلسف، فكل منا طالما استخدم عقله الواعي في التفكير أو في التأمل المجرد فهو يمارس التفكير الفلسفي، فهل منا إذن من لم يفكر بطريقة فلسفية يوماً؟!ومهارات التفكير الفلسفي كثيرة ومتنوعة، وهي تمثل آليات التفلسف، فكل منا لديه بعضها ويستخدمها دون أن يعي ذلك بوضوح، ومهمتنا هي أن يمارسها وهو يعي ذلك بوضوح حتى ينتقل من التفكير العقلي الفطري إلى التفكير العقلي المعتمد. عليك إذن عزيزي القارئ أن تكون نفسك، ولكي تكون نفسك وتحقق ماهيتك التي خلقك الله بها فلابد أن تعمل عقلك وتفكر بطريقة تحقق تميزك، وليست هذه الطريقة إلا التي ندعوك إلى أن نفكر بها؛ إنها التفكير الفلسفي والمنطقي، وهذا الكتاب الذي بين يديك سيساعدك في التعرف على المهارات اللازمة لذلك وامتلاكها وذلك من خلال فصول الكتاب وهي كالتالي: (الفصل الأول: معنى التفكير ومهاراته، الفصل الثاني: طبيعة التفكير الفلسفي ومهاراته، الفصل الثالث: الدهشة وإثارة التساؤل، الفصل الرابع: الريبة والشك، الفصل الخامس: النقد، الفصل السادس: الحوار والجدل، الفصل السابع: التحليل والتركيب، الفصل الثامن: التجريد والتعميم، الفصل التاسع: التنبؤ وقراءة المستقبل).