إن التحديات الجيوسياسية في المتوسط، ولكونها تتعلّق بخمس وعشرين دولة، متنوّعة وخطرة ومتداخلة أكثر من آية منطقة أخرى، ولا يمكن أن تختزل مظاهر التنافس على السلطة فيها - على الأقل في الوقت الحاضر - على أنه صراع بين الشمال والجنوب أو تنافس بين المسيحية والإسلام.
في الواقع، إن التباينات الإقتصادية والإجتماعية تبدو فاضحة في البلدان القائمة على الضفة الغربية، ويمكن أن يُعزى ذلك إلى الهيمنة الإستعمارية، ومن أجل أن نفهم هذه الجغرافيا السياسية، لا يمكننا أن نكتفي بالإطار المتوسطي لوحده، فبعيداً عنه تقوم القوة العظمى الأميركية بنشر قواها العسكرية إلى ما وراء الأطلسي، كما حصل في العراق...
لا بد إذاً من أخذ النزاعات التي تدور بعيداً عن المتوسط بعين الحُسبان، لأن إرتداداتها سوف تنعكس لتطال أوروبا الغربية.