جمع "شيخ الأدب الشعبي" سلام الراسي على مدى عقود من الزمن، عيونَ التراث الشعبي اللبناني من أمثالٍ وحِكَم، فوثّق التجربة الشعبيّة اللبنانيّة، والريفيّة الجنوبيّة منها بشكل خاص، بأسلوبه الفذّ الذي امتاز بالسلاسة وبمزاوجةٍ بارعة بين اللهجتَيْن الفصحى والمحكيّة اللبنانيّة. لم يكتفِ الراسي بدور الأديب بالمعنى الكلاسيكي وإنّما تجاوزه ليؤدّيَ دور المؤرّخ وعالم الاجتماع الذي ساهم في حفظ إرثٍ شفويٍّ مهدّدٍ دائمًا بالإندثار. مازال سلام الراسي مع الناس، يرتوي... ويَروي الحكايات والخبريّات والأمثال والأزجال والأشعار وسائر الأقوال التي تُعبِّر عن واقع الحال، ولا سيّما ما تستوعبُهُ الذاكرة ويبقى في البال... دون أن يستأثر لنفسه بمأثورات الناس، لأنّ «أدب الناس للناس». وهو يُضيف كتابه هذا إلى سلسلة مؤلّفاته السابقة بأسلوب قصصيّ تغلب فيه الطرافة وجمال التعبير، والذي يُؤلِّف مع روائِعه الأخرى روعة تراثنا الشعبيّ الثمين...