يناقش الكتاب حالة الاستقرار المفاهيمي الزائف لمصطلح "السيرة"، الذي أدى- في رأي مؤلفه- إلى عدم وجود اختلاف جذري في حدود المفهوم/النوع “السيرة” عند مفكرين يبدو للوهلة الأولى أن الفارق بينهما أوسع من أن يلتقيا، على سبيل المثال، “طه حسين” و”محمد الغزالي”، كلاهما لم يستطع الفكاك من المعنى الديني والأخلاقي والمعرفي، ربما لأنهما كانا يتعاملان مع "السيرة النبوية"، وهي نظرة في حقيقة الحال لا تختلف عن كل المفكرين العرب قديمهم وحديثهم، كما أنها للمفاجأة لا تختلف عن مبرر الحكي الشعبي للسيّر المتداولة في عرف رواة وشعراء السيّر الشعبية. ويؤكد الكتاب على أنه لم يستطع الخروج شيئًا فشيئًا من أسر هذه النظرة الأخلاقية -على وجاهتها- إلا باحثو الأدب الشعبي. لقد حاول هذا الكتاب البحث عن المشترك بين ما هو سياسي وديني وأدبي وشعبي، في نوع يتشارك وكل مجال من هذه المجالات في زاوية أو أخرى من الزوايا الفكرية أو الدينية أو الأخلاقية أو التاريخية أو الجمالية. كما اهتم بدراسة السير الشعبية العربية في ضور مقولات "الجغرافيا الثقافية" وأثر ما سماه "جغرافيا تداول" السير الشعبية على بنيتها وخطابها في آن واحد.