يحاول الناقد والباحث (وهب أحمد رومية) في كتابه أن يرصد حضور القصيدة الجاهلية في ثلاث مراحل شعرية هي: مرحلة الإحياء (الكلاسيكية الجديدة)، ومرحلة الشعر الحديث، ومرحلة الشعر المعاصر. وهو كتابٌ مختلفٌ في زمن تشابهِ الكتب. إنّه كتابٌ متفرّدٌ في بابه يرى أن للّغة سلطاناً على أبنائها لا يُقاوم، وأنّ للكلمات ذاكرةً ثانيةً تحضرُ دائماً من خلال المعاني الجديدة، وأنّ الأشكال اللّغويّة ليست أشكالاً جرداء فارغة من الدلالة. إنّ الأفاعي وحدها تستطيع الخروج من قشرة جلودها، وترْكها في العراء. أمّا البشر فهم مغمورون بالتراث حتى آذانهم. إنّ حضورَ الماضي في الحضارة الحديثة أمرٌ حتميّ، وإنّ المبدع الأصيل هو منْ يبدع من داخل تراث أمّته. هذا هو الفرض العلمي الذي يحاول هذا الكتاب اختباره متوسّلاً برصد حضور القصيدة الجاهلية في الشعر العربي في القرن العشرين.