يتحدث الكثيرون عن نهاية الإمبراطورية الأمريكية بحلول عام 2030، وأن عصر الرئيس “دونالد ترامب” ما هو إلا بداية النهاية لهذا الانهيار المتوقع، وقليلٌ من يخرج عن تلك الرؤية، ويُقدم طرحًا مغايرًا بأسانيد وأدلة مُدَعّمة له، ويمثل هذا النموذج الأخير عالِم السياسة الأمريكي والعضو في الحزب الجمهوري “جورج فريدمان”، في كتابه الجديد بعنوان “العاصفة قبل الهدوء: الخلافات الأمريكية وأزمة عشرينيات القرن الحادي والعشرين والانتصار بعدها”. يعرض “فريدمان” في هذا الكتاب رؤيته لما سيؤدي إليه عقد العشرينيات من القرن الحادي والعشرين من اضطربات كبيرة، وإعادة تشكيل للحكومة الأمريكية والسياسة الخارجية والاقتصاد والثقافة، ولكنه يتوقع أن تتجاوز الدولة الأمريكية الأزمة. وفي هذا الإطار، قدَّم رؤيته للتاريخ في حركته الدورية، حيث استعرض طبيعة الشخصية والقيم الأمريكية، ثم تناول الدورتين الرئيسيتين اللتين تحكمان التاريخ الأمريكي من وجهة نظره، وانتهى بتقديم تصور للمستقبل، واصفًا الأزمة التي يعتقد حدوثها عندما تتقارب الدورتان في العقد من عام 2020 إلى عام 2030، وكيف سيتم اجتيازها إلى مرحلة أكثر قوة وازدهارًا.