يصف ليوناردو دافنشي الغيوم في كتابه «بحثٌ في الرسم» بأنها محفّزات للخيال وللإبداع البصري، إذ إن عدم وجود شكلٍ ثابت لها وافتقارها إلى حدود قابلة للتمييز يثيران تساؤلات محيّرة عن طبيعتها المادية، بمزيج مكوناتها التي تختلف عن العناصر التي نعرفها على الأرض. فما هي الغيوم تحديداً؟ هل هي مواد؟ ظواهر؟ أنظمة؟ هل يمكن حتى اعتبارها من 'الأشياء»؟ «الغيوم مُحيّرة»، هكذا تلاحظ أستاذة الأدب ماري جاكوبَس، «ليس لأنها مزيجٌ من العناصر، أو لأن شكلها يتغير باستمرار، بل لأنها تتحدى ظاهر ما نراه». يأتي هذا الكتاب ليتناول هذه الظاهرة المحيرة، فيكاد يكون موسوعة شاملة للموضوع، إذ يتطرق إلى كل ما يتعلق بالغيوم: أشكالها، وأنواعها وتسمياتها، ونظرة الإنسان القديم لها وما جاء في الأسطورة والمجاز عن الغيوم. ويتضمن الكتاب سرداً مفصلاً للتاريخ الطبيعي للغيوم، وتصورات الشعراء والأدباء والموسيقيين والمصورين الفوتوغرافيين للغيوم.