في هذا الكتاب المليء بالتحدي والاستفزاز، يجادل فيه كارل يونغ - أحد أعظم العقول في التاريخ - بأن مستقبل الحضارة يعتمد على قدرتنا كأفراد على مقاومة قوة الحشد الساحقة بسطوته العددية وقوته الإيحائية التي تقمع الفرد النقدي وتنومه مغناطيسياً. على الفرد أن يفهم اللاوعي والطبيعة الداخلية الحقيقية كي يشعل نور فردانيته في ظلام الحشد، ويقاوم الذوبان والانطفاء الكامل للروح الفردية الذي تسعى إليه أيدلوجية الحشد دائماً.يشرح يونغ جوهر تعاليمه للقراء بعد صدمة الحربين العالميتين وآثارها .كتب كارل يونغ هذا الكتاب في زمن الرؤى المروعة، والستار الحديدي والانقسام الكبير بين الشرق والغرب.وما يمنع العالم من التفكك والفوضى هو أقلية مستقرة من الأفراد يستخرجون فرديتهم المدفونة من أعماقهم أولاً، وبهذا يتحرر الفرد من التأثير الأفيوني المخدر للحشد.لقد أغرق الحشد العقل والتفرد ، وهذا يؤدي حتماً إلى الاستبداد. يشرح الكتاب خدعة الحشد التي تقدم تعويضاً سهلاً للفرد عن واجبه الحقيقي، والتي تجعله مجرد وحدة قابلة للاستبدال، ويقدم لنا التفسير السيكولوجي لأسباب الصراعات اليومية والعالمية بأنه «إسقاط الظل» القاتم والأسود على الآخر، وبالتالي التعامل معه كشيء يجب استئصاله بدلاً من رؤية مشكلتنا الداخلية. إسقاط الظل البشري يلون ويحرف ويشوه «الآخر» تماماً.يسلط هذا الكتاب الضوء على أهمية المسؤولية الفردية والأخلاقية وعلى أهمية الحرية الفردية أمام الحشد مهما كان نوعه وحجمه. لذلك وضع يونغ برنامجه المؤثر في «معرفة النفس». «الفرد والحشد» كتاب سيوقظ العديد من الأفراد على الحياة الجديدة للذات التي تصورها يونغ، كي تبدأ تلك الولادة الجديدة للإنسان.
