كيف نفكر في القانون؟هذا هو السؤال الأساسي الذي يطرحه هذا الكتاب، ومن أجله يدرس التفاعلات المختلفة بين "القانون" و "المنطق" و "الاستدلال" عبر التاريخ، بدايات المحاولات البشرية إلى وقتنا الراهن.لقد وُضِع القانون من أجل الإنسان – وليس الإنسان من أجل القانون- لذلك كان عليه أن يتطور دوماً. وإذا كان الشيطان يسكن في التفاصيل الدقيقة، فعلى القانون أن يسبق الشيطان، وإن لم يفعل فسوف يتعرض للابتزاز، وباسم القانون أيضاً!يُجمع فلاسفة القانون على أن القانون ليس هدفاً في حد ذاته، بل وسيلة لتحقيق هدفٍ أسمى، هو حفظ الأمن والاستقرار والعدالة في المجتمعات ويذهب بعضهم إلى أن القانون هو "علم وفن العدالة"، وللقانون سؤال إبيستمولوجي، يبحث عن مبادئه ومسلماته وحقائقه. لذلك يبدأ هذا الكتاب بالجذور المبكرة للاستدلال القانوني، كي يصل إلى قواعد جديدة تتعلق بتشريع القوانين. كما يقوم هذا الكتاب برحلة تاريخية ومنهجية في آنٍ معاً، وفي مختلف الثقافات كي يضبط معايير "التشريع القانوني" بأعلى درجة ممكنة من الدقة، وبالتالي تحرّي العدالة.