تقوم رواية القبان على معمار فني مختلف، يجعل منها عصية على التلخيص، ولا أعتقد أن ذلك عيبا فيها بل هو ميزة مهمة، كون القراءة لا تستطيع أن تقف على جانب دون غيره، أو نسق دون آخر من الأنساق التي تحفل بها الرواية، وكل نسق فيها يشكل عالما خاصا له واقعه الخاص، واشتغالاته الرمزية التي تجعل منه أثرا يزدحم بالعلاماتية المتشظية والخصبة القابلة لتأويلات غير محددة، ولذلك نجد مجموعة من الأنساق الثقافية تسير بخطوط متوازية وتتشكل روافد لتصب في التشكيل العام للرواية، على نحو لا يفرط بالجمالية إزاء البناء العام والمعنى الروائي الذي تحاول الرواية تشكيله.