لَمْ يكُنْ ذلِك اليومُ مُشرِقاً بَتاتاً على مَنْ همُ في الكُوخِ، فقَدْ زالَتِ الشَّمسُ عنْ وسَطِ السّماءِ، ولَمْ ينهَضِ «الخالُ هُمامٌ» مِن فراشِهِ بعدُ؛ وذلك لأنَّ شيخَنا الكبيرَ هـذا لَمْ يكُنْ يُعرَفُ عنهُ أنَّهُ نَوّامٌ، ولا حتَّى عُرِفَ بالكسلِ، بلْ كانَ شخصاً مُفعَماً بالحياةِ؛ إلى حدِّ أنَّهُ كانَ يَستقبلُ شُعاعَ الشَّمسِ الَّذي يُضيءُ غُرفتَهُ كلَّ صباحٍ بِالتَّحيَّةِ والتَّرحيبِ قائلاً: «أهلاً بكَ أيُّها الضَّيفُ الكريمُ».