المخطوط العربي.. من سبات القرون إلى فضاء الحداثة إنّ تحويل المخطوط إلى كتاب مطبوع يتطلّب تطبيق جهود فنية وفكرية لتحقيق (ولادة جديدة له) في زمن جديد وإتاحته للقراءة، ليس بوصفه كتاباً كأي كتاب، بل بوصفه كتاباً مضغوطاً بطاقاتٍ بقيت كامنةً بداخله لقرون طويلة، لأن عملية النشر المطبعي هي ما سيجعله قابلاً للقراءة الواسعة والبحث. لن يكون التحقيق مجرّد جهود تنظيمية محضة تُمهَّد لطباعة المخطوط ونشره، بل هي جهودٌ تتغلغلُ في صلصالٍ فكريٍ عميق يمنحُها استمراريةَ الحيوية والبناء من داخل النواة الصلبة للتراث العربي، وتلك النواةُ ليست إلا المخطوطات. إنَّ ربط التحقيق باستراتيجية فكرية وبحثية، سيُحيلُ جهودَ التحقيق إلى مشروع عظيم يُضاهي في أهميته تجذير الهوية واسترداد حضورها من الماضي إلى المستقبل.