بدأتْ أمي بصناعتي ذات ليلةٍ من عام1968على طاولةٍ في مقهى دار السينما الوحيدة في البلدة.على مسافة بضع دَرَجات سلّم، خلف المخمل الأحمر البسيط لستارة الشرفة، كانت مرشدة النظّارة تتثاءب، تؤرجح المصباح المُطفأ، وهي متّكئة بمرفقها فوق الحفيف والثرثرة الصادرة عن الصف الخلفي وتعبث بخشب الحاجز الفاصل،ناقرة قِطعاً صغيرة منه على رؤوس أهل البلدة الصغيرة في الظلام.وعلى الشاشة فوقهم كان يُعرَض فيلم«المسكينة»، من بطولة تيرينس ستامب، وهو ممثل ذو موهبة هائلة حتى إنَّ أمي، الشابة، الأنيقة، النحيلة والمهيبة.