يتضمن دعوة للباحثين إلى إحياء التراث النقدي اللغوي العربي . وقال الدكتور سمر في مقدمة كتابه: «يحتاج النصف الثاني من القرن 19 إلى إمعان النظر، لأن شؤون النهضة العربية الحديثة وشجونها، تجلتا فيه على نحوٍ فاعل ومؤثر في الحياة العربية، سواء أكان التأثير إيجابياً أم سلبياً». وأضاف: «يخيل إليَ أن سبباً رئيساً من أسباب نجاح المثقَفين آنذاك في الارتباط بحاجات الحياة العربية، هو انطلاقهم من أن اللغة العربية الفصيحة، يجب أن تكون عنوان الهوية العربية ومضمونها. ونتج عن ذلك إيمانهم بأن النهضة لا تتحقق دون إقالة اللغة العربية من عثراتها، وبأن الصحافة الحديثة لا تؤثر في القراء دون لغة سليمة واضحة، قادرة على التعبير عن الحاجات المادية والمعنوية الجديدة للمجتمع العربي». وقال: «إن اهتمامهم بالصِحافة نبع من أنها تعبير عن نهضة المجتمع، ووسيلة لتحقيق الغاية اللغوية. ذلك أنهم رأوا لغة، كُتَاب المقالات، مملوءة بالأخطاء، متأثِرة بالعاميات وبالمصطلحات الأجنبية الوافدة.