في قصة ماريا بوتيفا كل شيء مثير للدهشة: ابتداءً من حياة أبطال القصة، مروراً بأسلوب الرواية، وانتهاء بسلسلة أحداثها. تنتظر القاريء رحلة ممتعة في أقصى أصقاع البحر الرحيب، بما فيه من ضبال وعواصف. وهل توجد رحلة بحرية من دون عاصفة بحرية؟ لكن هناك شعاعاً يلوح عبر الزبد والضباب، يتلألأ بنور خافت. ظلت المنارة في الخدمة زمناً طويلاً من دون صيانة، إلا أن أبطال القصة بحاجة ماسة إليها، فلا يجوز أن تتداعى قطعاً صغيرة، مهما بلغت شدة العواصف والظروف المناخية السيئة.