كل ما تحتاجه عزيزي القارئ لكي تفهم مكان الضحية ومكان الجاني هو أن تتخيل، تخيـل إنـك ذو بصيرة ترى الحياة بصفاء ووضوح، بصيرتك تجعـل لـك كل مـا أمامـك منطقي وسهل الفهم وتشعرك بالأمان، لأنك تعـرف طريقـك جيـداً، وتفهـم تماماً أين تذهب وماذا ستفعل، فبصيرتك تساعدك وترشدك، فجأة وبدون أي سابق إنذار جاء شخص دنيء بروح ملطخة قذرة ومسمومة، ذكراً كان أم أنثى، ومسح على بصيرتك وأعماك الى الابدا أنت لا ترى الدنيا كالوضوح السابق، لا تشعر بالأمان ولا تفهم شيئاً، كل شيء مشوش وضبابي. تفقد السهولة والوان الطبيعة، لا تستطيع أن تفهم شعور من حولك، فأنت مختلف، أعمى، ملطخ، مضطهد ومكسور ) وتبدأ بكره ذاتك. جاء من دنشك وإغتصب براءتك، أخذ بصيرتك ورؤيتك النقية للحياة، أنت مسلوب البصيرة، مسروق ومضطرب الآن. تخيل نفس السيناريو يحدث مع أبنائك أو أي شخص من محيطك طفلاً كان أم شاباً. جريمـة تسلب البراءة والأمان للأبد، ويصعـب الإسترجاع في محيطنا. كن أكثر إنسانية، كن أكثر تقبلاً. إستخدم بصيرتك التي لا زلت تحتفظ بها، لتتفهم، وأخيراً.. كن أكثر حذراً.