“عندما رفع عينيه، تبدّلت نظرات الثقة لديه إلى خوف. انتبهنا جميعًا إلى محل نظره، كانت تكمن وراءنا.. ظهرت إدونيا من الفراغ بوجهها الشاحب الذي تنعكس عليه إضاءة النار، وعينيها السوداوين المثبتتين على الشيخ سالم. شعرها الأحمر المتطاير حولها، وثوبها الأبيض الممزق يتأرجح مع حركاتها الخفيفة، وكأنها تطفو فوق الأرض. كنت أعلم أن من أمامنا لم تعد إدونيا التي قابلتها هنا يومًا ما مع القبرصي، بل أصبحت شيئًا أكثر عمقًا وظلامًا”